امى ....ووسط البلد
لغة زحام الشارع خوف يخفيه رصيف مكسور
وظلام وجوه حائرة تبحث عن مكياج النور
الشارع جرح متسع فيه نسير
أمى وأنا
كفى تحمله قبضتها
أتبعها مثل العصفور
يلمسها ايقاع العبث فترنو لفتاة ضاحكة:
قل وتعلم يا مسكين
ذاك البحر الفى عينيها
صنع الله ام من صنع طبيب عيون ؟!
وتقيض ال ضحكة بالدهشة
أستغفر ربى وأحدق عل خفاء السر يبين
تضربنى الزرقة فى قلبى
ليلى وأنا كالمجنون
فى عينيها لون الحزن وسحر الجنة وعذوبة قافية النون
اكتم اعجابى وأغمغم : لا بأس بها
نظرت لى فى سخط زمت
شفتيها فى يأس قالت:
يا خيبة آمالى فيك
هل ستظل لآخر عمرك جحشا مسكينا كأبيك
تعجبكم حمالة صدر يفتنكم شعر مفكوك
وتقيسون جمال البنت بدوران الثوب المحبوك
وكصخب الموج المتتالى
وسؤال فى أثر سؤال
تلك الحمرة حمرة خجل
أم ليس سوى محض ظلال
تلك المشية رقة طبع
أم هى صنع الكعب العالى
تلك وتلك وتلك وتلك
بين الهزل وبين الجد وبين الصمت أو الأفضاء
تبدأ أمى لتعلمنى
لغة النهد ولغة الخصر ولغة اللفتة و الأيماء
وتعلمنى السر الساكن خلف أشارات الأسماء
وأنا السائر بين النار وبين الماء
يضربنى مليون سؤال
يضربنى مليون بكاء
أوليس من الأفضل أبقى
طفلا غرا
يندهش لمرأى الأشياء
أمشى فى بستان الدنيا
أقطف من ورد التجربة
ويجرحنى شوك الأخطاء
أسأل نفسى دون أجابة
أى الأفضل
لغة الخبرة..أم لغة أنين البسطاء
*********
ونعود لجرح متسع يدعى الشارع
أمى وأنا
فيه هباء